الشخص الذي يستخدمه الله

مقــدمة


إن   " صناعة التلاميذ "   هي أمر وتكليف من السيد لنا في ( مت 28 : 20,19 ) .. وقد ترك يسوع هذه المهمة للكنيسة وقد زودنا بطريقة صناعة التلاميذ بحياته وموته.. لقد اثبت يسوع بالبراهين والأمثلة إنك :
إن لم تُغير حياة الأشخاص وتتلمذهم فإنك لن تكون قد عملت شيئاً في ملكوت الله

   
كانت رؤية المسيح للوصول للعالم هي عن طريق استخدام و تضاعف التلاميذ وهذه الرؤية لا توجد في فقرة غامضة في الإنجيل، إنها فكرة رئيسية تنبض في كل صفحة من صفحات الإنجيل ( 2تيموثاوس 2: 2)  " وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً " و توضيحاً لهذه الآية :
(1) سمعته ( أنت ) :   تبين أهمية الفرد عند المسيح.. الله يرى الإمكانيات الهائلة الكامنة في حياة كل فرد فينا..
(2) سمعته (أنت ) منى :   تبين أهمية العلاقات الشخصية..
(3) أودعه : تعنى نقل شئ ما من شخص لآخر وكان بولس يقول لتيموثاوس
" أنت تلميذي هذه هي العلاقة بيني وبينك. الآن انقل هذه العلاقة كصانع تلاميذ إلى تلاميذ آخرين " ننقل لهم ليس فقط ما نعرفه لكننا ننقل حياتنا لهم.
(4) أناس أمناء :  تقوم عملية التلمذة على أناس أمناء فقط. ( أمثال 6:20 )
(5) أن يعلموا آخرين أيضاً :  لقد بدأنا ببولس ثم تيموثاوس ثم أناس أمناء ثم آخرين أيضاً.
   إن تعليم الآخرين يستلزم نقل الحياة بنفس العمق الذي حدث بين بولس و تيموثاوس..

إن تنفيذ رؤية مضاعفة التلاميذ يشكّل الطريقة الوحيدة التي
يمكن بها إنجاز المهمة العظمى التي أوكلها المسيح لنا

ولقد أشرنا إلى أن مفتاح خدمة صناعة التلاميذ هم رجال و نساء أمناء..

 فما هي صفات الشخص الآمين ؟

(1) أن يكون هدفه في الحياة هو نفس هدف الله الذي وضعه في الكتاب المقدس: 

قال يسوع " اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره و هذه كلها تزاد لكم " ( متى 33:6).. يطلب منا المسيح هنا أن نطلب شيئين يكونا هما الهدف الثنائي لكل مؤمن ( ا- ملكوت الله ) , ( ب- بره). الرجل الأمين هو الرجل الذي يختار أهداف أبدية لحياته..

(2) أن يكون مستعداً لدفع أي ثمن لتتميم مشيئة الله في حياته:

(2تى2 : 4,3) الرجل الأمين يقاوم بثبات أي إغراء يوقعه في شبكة مغريات العالم.. هل هناك خطايا محببة لم تعترف بها ؟ هل هناك مجالات لم تضمها تحت سلطان وتصرف الله ؟ الكتاب المقدس يقول " الذين يفكرون في الأرضيات هم أعداء صليب المسيح " فى3: 18  إن كل الذي تعتبره عزيزاً على نفسك: عائلتك, صحتك, أحلامك, آمالك,أحبابك, أهدافك، يجب أن لا تضع قلبك عليه بل يكون الكل ملكاً ليسوع المسيح.. يجب أن يكون المسيح حراً أن يفعل معك وأن يأخذ منك كما يريد.. لا يجب أن تفتح يدك لكي تعطى الله وعندك إحساس من الخوف فالله يحبك حبا كاملا و يضع في قلبه أن يعمل لمصلحتك..

(3) أن يكون محباً لكلمة الله:

( إرميا 16:15)  هل لديك شهية لا تشبع من كلمة الرب ؟ هل أنت في حاجة ماسة لها كما للطعام ؟  هل تخضع لسلطان كلمة الله أم انك تختار ما تؤمن به منها وتطيعه ؟ هناك نجار يقضى 10 ساعات في المتوسط أسبوعياً لدراسة الإنجيل ( ساعة ونصف يومياً ).. لقد كان الكتاب المقدس له المكانة الأولى بالنسبة له.. و أنت ؟؟؟
 
(4) أن يكون له قلب خادم:

متى 28,26:20.. غسل الأرجل للتلاميذ يعلمهم نفس الشيء..


(5) أن لا يضع ثقته في جسده:

مثلاً ( الخروج للدراسة أو العمل في الصباح بدون أن تقضى وقتاً مع الرب يبين أن عندك كم هائل من الثقة بالنفس كأنك تقول إنني أستطيع أن أدير حياتي اليوم بدون أن أعتمد على الله اعتماداً كلياً )

**    إن واحدة من الطرق التي تحدد بالضبط مدى ثقتك في جسدك هي أن تسجل و تعمل قائمة بعدد المرات التي ذكرت فيها كلمة (أنا) في حياتك وكم عدد المرات التي تحدثت فيها عن مدى براعتك والأشياء التي أنت عملتها.. (رومية 18:7)


(6)   أن لا يكون لديه الروح الانفرادية:

ذات مرة قال أحدهم: ( سوف استمع إلى ما يريد الله أن يقولـه لي لكن لن استمع إلـى الناس الآخرين) أو يقول ( إذا لم يعمل هذا الأمر بطريقتي فإنني لم اعمله أبداً ) الناس هم أدوات الله التي يستطيع أن ينقل بهم أفكاره للآخرين.. الله يبحث عن أُناس أمناء يكونوا مستعدين أن يُخضِعوا آراءهم لمصلحة الفريق الذي يعملون به..

(7) أن يكون محباً للناس: 

أن تكون مثل الله هو أن تحب الناس لان الله يحبهم، والتلميذ هو الشخص الذي يهتم بحياة الناس ويحبهم و يشعر باحتياجاتهم..

(8) أن لا يسمح لنفسه بالخضوع للمرارة:

(عب15:12).. كثيراً من الناس يصابون بالمرارة لان شخصاً ما لفت نظرهم إلى خطأ ما في حياتهم. قد يقول: ( ماذا يفتكر في نفسه حتى يخبرني عن أخطائي ؟ لماذا لا يُخرج الخشبة من عينيه قبل أن يخرج القذى من عيني ؟ ) ربما يسئ إليك شخص ما حقيقة أو إنك تتصور انه قد أساء إليك في كلتا الحالتين.. إن لم تكن حذراً فإنها سوف تسبب لك مرارة..
 قال قديس عجوز:


 إننى لن اسمح لشخص أن يدمر حياتي بأن يجعلنى اكرهه
    
**    ويمكن أن يأتي أصل المرارة من خلال روح المنافسة أو انقطاع الاتصال بينك وبين اخوتك المؤمنين أو الشعور بأنك قد ظُلمت.. كثيرين من التلاميذ يفقدون فعاليتهم فى الحياة الروحية بسبب اصل المرارة، لا بسبب أي خطية أخرى.. إن المؤمنين الأمناء يحرسون قلوبهم جيداً في هذه المنطقة الحرجة..

(9) أن يتعلم كيف ينظم حياته ويضبطها:

الشخص الأمين هو الذي يطبق كلمات الكتاب المقدس في كل مجال من مجالات حياته.. إن حياة التلميذ هي حياة انضباط فكلمة تلميذ وكلمة انضباط هما من اصل واحد في الإنجليزية.. التلميذ له هدف محدد صمم في نفسه أن يتممه وأن ينجز هذا الهدف. هذا هو الشخص الذي يستخدمه الله..
للانتصار على الخطية يجب أن آخذ قوة الروح القدس وأكون منضبطاً..

     لا تلوم الله على فشلك في أن تعمل ما تعرف انه صواب

تخيل شخص ما انه عندما يموت سوف يأخذه الله على جنب ويقول له :
( يا ..... دعني أُبين لك ماذا كان يمكن أن تكون حياتك لو أنك فعلت ما طلبته منك، فقط لو انك كنت أميناً لي, لو انك فقط ضبطت حياتك وجعلتها كما أردتها أن تكون ) 

كم من أشياء رائعة عظيمة سُيريها لى، كان ممكن أحياها
لو كنت أطعت الله




احذر من الاستثناء لو لمرة واحدة للخطية لأنك لو عملت الاستثناء مرة فانه من السهل عليك أن تعمله مرة و مرات عديدة..
ازرع   فكرة   تحصد عملاً    تحصد عادة   تحصد  مصير وأبدية..


سؤال
** ما هى اكثر الجوانب التى ترى انك فى احتياج فعلى لأن تطبقها فى حياتك لكى تكون الإناء الذى يستخدمه الله ؟
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
 
تقييم شخصي
للدرس الأول

(1) ضع لنفسك درجة من (10) لكل مما يأتي : كن أميناً مع نفسك

* هدفك في الحياة هو نفس هدف الله فهو هدف أبدى تطلب ملكوته وبره..        (     \10)
* أنت مستعداً لدفع أي ثمن لتتميم مشيئة الله في حياتك..                          (     \10)
* الكتاب المقدس له المكانة الأولى في حياتك..                                   (     \10)
* لك قلب خادم يحتمل و يرضى بان يكون عبداً للآخرين..                       (     \10)
* لا تضع ثقتك في الجسد و لا تتكل على إمكانياتك..                            (     \10)
* ليس لديك روح انفرادية,
       وتستطيع أن تخضع رأيك لمصلحة الفريق الذي تخدم معه..                (     \10)
* محب للناس تشعر بهم وتهتم باحتياجاتهم..                                      (     \10)
* لا تسمح لنفسك بالخضوع للمرارة..                                            (     \10)
* تعلمت أن تضبط حياتك في طاعة الحق..                                       (     \10)

مما سبق:
(2) تأمل ما هي أكثر الجوانب التي ترى انك ما زالت في احتياج أن تنميها و تطورها في حياتك لكي تكون إناء مستخدم بين يدي الله ؟    و كيف ؟

....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

Comments
0 Comments

0 comments: